ممدوح السروى مشرف
عدد المساهمات : 194 تاريخ التسجيل : 09/03/2010 الموقع : http://mamdoh.ahlamontada.net/forum.htm
| موضوع: أنين المذنبين أحب إلى من صياح العابدين الجمعة يونيو 11, 2010 11:18 pm | |
| أنين المذنبين أحب إلى من صياح العابدين
إن الذنوب والمعاصى باب كلنا ولجناه،وبحر كلنا سبحنا فيه،ولا ينجو من ذلك إلا المعصومون،ممن اصطفاهم الله واجتباهم من أنبيائه ورسله،قال رسول الله"صلى الله عليه وسلم" كل ابن آدم خطاء،وخير الخطائين التوابون)صحيح جامع سنن الترمذى0 وقال عليه الصلاة والسلام ولو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم)رواه مسلم0
فالوبال والهلاك هو الاستمرار على المعصيه التى زينتها النفوس الضعيفه، والشياطين الخبيثه، قال عمر بن عبد العزيزـرحمه الله ـ: (أيها الناس من ألم بذنب فليستغفر الله وليتب،فإن عاد فليستغفر الله وليتب،فإن عاد فليستغفر الله وليتب،فإنما هى خطايا مطوقه فى أعناق الرجال،وإن الهلاك كل الهلاك فى الإصرار عليها)0 فلا بد من الندم والبكاء بسبب المعصيه،والإقلاع عنها فالرجوع إلى الحق خير من التمادى فى الباطل،والندم والضيق والخوف من الله فرصه عظيمه للتوبه،ومعاهدة الله سبحانه على ترك الذنوب،فلن تطيب الحياة إلا بالعوده إلى الله والتمسك بدينه،الذى فيه سعادة الإنسان فى الدنيا والآخره (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا،فإذا هم مبصرون) (الأعراف:201)0 ومن فرح بالمعصيه واشتدت غبطته بها،فإنه ميت القلب،فى إيمانه غبش،فلو كان قلبه حيا لأحزنه وصعب عليه ارتكاب الذنب،فحيث لم يشعر بألم الذنب ووخزه،فما لجرح بميت إيلام0
*قال عطيه العوفى: (بلغنىأنه من بكى على خطيئته،محيت عنه وكتبت له حسنه)0 *وقال بشر بن الحارث: بلغنى عن الفضيل بن عياض،قال: (بكاء النهار يمحو ذنوب العلانيه،وبكاء الليل يمحو ذنوب السر)0 *وقال كعب: (إن العبد ليذنب الذنب الصغير ولا يندم عليه،ولا يستغفر منه،فيعظم عند الله حتى يكون مثل الطود،ويعمل الذنب العظيم فيندم عليه،ويستغفر منه،فيصغر عند الله عز وجل حتى يغفر له)0 *وقال ثوبان : (طوبى لمن ملك لسانه،ووسعه بيته ،وبكى على خطيئته)0 *وقال مالك بن دينار: (البكاء على الخطيئه يحط الخطايا كما تحط الريح الورق اليابس)0 *وقال يزيد الرقاشى: (بلغنى أنه من بكى على ذنب من ذنوبه نسى حافظاه ذلك الذنب)0 فيا سعادة من اعتصم بالله عز وجل ،ولم يرضخ لنزواته وأهوائه،ويا شقاوة من جعل هواه مناقدا لشهواته،فالذنوب والمعاصى سبب هلاك الناس،وهوانهم،وفقرهم،وخزيهم،وكم جرت لهم من ويلات ورزايا،وانطبق عليهم قول ابن مسعود رضي الله عنه (رب شهوة ساعة تورث حزنا طويلا)0 فيا لها من مقوله عظيمه استشعرها المذنبون0 وقفت وأجفاني تفيض دموعها وقلبي من خوف القطيعه هائم وكل مسيء أوبقته ذنوبه ذليل حزين مطرق الطرف نادم فيا رب ذنبي قد تعاظم قدره وأنت بما أ شكوه يارب عالم وأنت رؤوف بالعباد مهيمن حليم كريم واسع العفو راحم أخى00أختى00 هل تصدقون بأن الندم والحزن على المعصيه طريق يقود العبد إلى جنات الخلد،وينجيه من عذاب جهنم0 قال بعض السلف إن العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة،ويعمل الحسنه يدخل بها النار،قالوا:كيف؟ قال:يعمل الذنب،فلا يزال نصب عينيه،خائفا منه،مشفقا ولجا،باكيا،نادما،مستحيا من ربه تعالى،ناكس الرأس بين يديه،منكسر القلب له،فيكون ذلك الذنب أنفع له من طاعات كثيرة،بما ترتب عليه من هذه الأمور،التى بها سعادة العبد وفلاحه،حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنه0 ويفعل الحسنه،فلا يزال يمن بها على ربه،ويتكبر بها ويرى نفسه،ويعجب بها ويستطيل بها،ويقول:فعلت،وفعلت،فيورثه من العجب،والكبر والفخر،والاستطالة،ما يكون سبب هلاكه0 وإذا أراد الله بهذا المسكين خيرا،ابتلاه بأمر يكسره به،ويذل به عنقه ويصغر به نفسه عنده،وإن أرادبه غير ذلك،خلاه وعجبه وكبره،وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه)0 ومن هذا القول ندرك عظيم قول الله تعالى لداود عليه السلام: (أنين المذنبين أحب إلى من صياح العابدين)0 وفى سنة الحبيب (صلى الله عليه وسلم)،ما يلقى الفرحة فى قلوب المذنبين ويطمئنهم، بزوال آثار الذنوب،بسبب الحزن والندم على المعصيه 0 عن الحسن رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قال: (إن العبد ليذنب فيدخل به الجنة،يكون نصب عينيه فارا،حتى الجنة ) أخرجه ابن المبارك0 وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قال إن العبد ليعمل الذنب،فإذا ذكره أحزنه،وإذا نظر الله إليه قد أحزنه،غفر له قبل أن يأخذ فى كفارته بلا صلاة ولا صيام) أخرجه أبو نعيم وابن عساكر0
وقال (صلى الله عليه وسلم )لعائشة يا عائشة إن كنت ألممت بذنب،فاستغفري الله،فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار) رواه أحمد0 وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم )قال ما علم الله من عبد ندامة على ذنب،إلا غفر له قبل أن يستغفره منه) أخرجه الحاكم وصححه0 وعن ابن مسعود رضي الله عنه،أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم )قال: (الندم توبة) أخرجه الحاكم بإسناد صحيح0 وفى كتاب الله الحكيم،ما يؤكد دخول العبد جنات الخلد،بسبب الندم على المعصيه واللجوء إلى الله،قال تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة،أو ظلموا أنفسهم،ذكروا الله،فاستغفروا لذنوبهم ،ومن يغفر الذنوب إلا الله،ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون،أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم،وجنات تجرى من تحتها الأنهار،خالدين فيها ونعم أجر العاملين) (آل عمران:135ـ136) فيغفر الله عز وجل جريمة الفاحشة ويتجاوز عنها،مع أنها من أكبر الذنوب وأقبحها،بسبب الندم والحزن على ما فعلها0 البرق اللهم أنت ربي خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك مااستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
| |
|